بحث حول النظام العبودي
خطة البحث
المطلب الأول: تعريف النظام العبودي
المطلب الثاني: عوامل ظهور نظام الرق
المطلب الثالث: خصائص نظام العبودي
المبحث الثاني: أنظمة نظام الرق ومراحله الأساسية وأسباب انهياره
المطلب الأول: أنظمة الرق في المجتمعات
المطلب الثاني: المراحل الأساسية لنظام الرق
المطلب الثالث: أسباب انهيار نظام الرق
المقدمة
يقصد
بالنظام الاقتصادي نسق من العلاقات الانتاجية والتنظيمية القائمة بين مؤسسات
المجتمع المختلفة في اطار بيئة اجتماعية معينة لتحقيق مجموعة من الأهداف لنشاط
الاقتصادي, فالنظام الاقتصادي هو الطريقة التي يتبعها المجتمع في علاج مشكلته
الاقتصادية ومن بين هذه النظم النظام العبودي الذي ظهر في( 3000-4000 ق.م ) واستمر
الى غاية القرنين الثالث و الرابع الميلادي في شمال افريقيا وآسيا وازدهر في
اليونان و روما الى غاية القرن الخامس الميلادي؛ ولقد شملت عمليات الانتاج في هذه
المرحلة كل من الرعي والزراعة والنشاط الحرفي كذالك.
ومنه نتساءل: ماهو النظام العبودي؟
*الفرضيات:
-ظهر في العصور القديمة وهم العبيد
-الاخضاع لذوي السلطة
ماهية النظام العبودي
( الرق )
لم يكن نظام الرق أو الاستبعاد معروفا في عصر الانسان
الحجري المتوحش؛ حيث كان الناس حينيها يميلون للعمل الجماعي والاشتراك في تحصيل
غذائهم؛ والرق من صنع الانسان المتحضر الذي بدا بتربية بعض الحيوانات والانتفاع
بها؛ وأصبح أسرى الحروب مستغلين كعبيد بدل قتلهم؛ ومن هنا نشأت ظاهرة الرق.
1-تعريف
النظام العبودي: العبودية واسترقاق
البشر ظاهرة قديمة قدم الانسانية؛ حيث بدأت بالظهور تزامنا مع تطور وتحضر البشرية
ذلك من خلال استخدام الأسير في العمل لمصلحة الجماعية بدل قتله؛ وقد عرفت جميع
الحضارات نظام الرق؛ وكانت بداياتها الأولى في كل من بابل وآشور؛ حيث تضمنت حينها
شريعة حامورابي (1970 قبل الميلاد )؛ نصوصا تتعلق بتنظيم العبودية؛ من حيث شراء
العبيد وعلاقاتهم بأسيادهم؛ وتحديدا في المواد 278-282[1].
2-عوامل
ظهور نظام الرق:
تطور
العمل الزراعي والرعوي: قام
الانسان بتأهيل الحيوانات وصنع الشباك لتوفر له الغذاء؛ أخذ يستغل المأسورين في
أعمال الرعي والزراعة والصيد وصنع بعض الادوات ومن هنا نشأة ظاهرة الرق وهي ظاهرة
اجتماعية تقوم على استغلال انسان قوي لانسان ضعيف بدلا من قتله.
استقرار
الانسان في زراعة الارض: أدى
استقرار الانسان في مكان ما للعيش والزراعة لظهور مدن ومن هنا ظهرت الملكية
الفردية متمثلة بملكية الأسر وأصبح العمل ضروريا لتنمية الملكية فأصبحت الأسر تنتج
لغيرها؛ فأصبحوا الأسر يخدمونهم ومنهم من أصبح يتاجر بهم فيشتريهم أرباب الأسر
لاستفادة من قوته البدنية أو من مزاياهم الفكرية وهكذا أصبح نظام الرق في المدينة.
3-خصائص نظام
العبودي:
-الملكية
الخاصة لوسائل الانتاج من قبل الأسياد.
-ظهور
أول تقسيم طبقي للمجتمع وهو الأسياد والعبيد.
-ظهورثاني
تقسيم اجتماعي للعمل (صناعة؛ زراعة؛ حرف) وانفصال الحرف عن الزراعة.
-زيادة
تبادل السوقي الذي أدى الى ظهور السلعة و النقود والقروض الربوية.
-ظهورثالث
تقسيم اجتماعي للعمل وهو طبقة التجار.
-ظهور
المدن كمراكز للتجار والحرفيين وانفصالها عن الأرياف.
-ازدياد
التفاوت في الثروات فكانت النقود والماشية؛ ادوات الانتاج والاراضي تتكدس في أيدي
الأغنياء على حساب الفقراء.
أنظمة
نظام الرق ومراحله الأساسية وأسباب انهياره
1-أنظمة
الرق في المجتمعات:
أولا: المجتمع
البابلي: تميز بالخصائص التالية:
- علاقات
الانتاج انحصرت في ملكية العبيد التامة لجميع وسائل الانتاج.
- قوى
الانتاج تطورت بشكل ملحوظ حيث استخدم في الزراعة وعلى نطاق واسع الأدوات المعدنية.
- الحرف:
أخذت أدوات الحرفيين تزداد اتقانا وتعددت أنواع التخصصات الحرفية؛ فانتشرت الحياكة
بشكل واسع وكان المواطنون الأحرار هم الذين يزاولون الحرفة بينما العبيد استخدموا
في اعمال البناء والأشغال الشاقة.
-التجارة
وصناعة السفن: مع تطور التجارة البحرية أخذ الاهتمام بصناعة السفن لنقل وتبادل
المنتجات؛ ولهذا أخذ الانتاج يكتسب طابع التبادل السوقي (الانتاج من أجل البيع في
السوق) بعد أن كان انتاجا يهدف لسد الحاجات.
-
النقود: تعرف المجتمع البابلي على المصارف 2200 قبل الميلاد وكان للعمليات
المصرفية أهمية بالغة مما دفع المملكة الى تشريع قانونها الشهير بتحديد الفائدة
القصوى على المحصولات الزراعية[2].
ثانيا:
المجتمع المصري:
- اقتصار الكتابات المصرية القديمة على تسجيل الأفكار
الفلسفية والدينية وكل مايتعلق بتنظيم الحكم ؛ وتقسييم الطبقي للمجتمع.
- الحياة الاقتصادية بصفة خاصة تستند على السيطرة
الأبوية.
- الأرض هي المظهر الأساسي للثروة.
- تحتل الزراعة المرتبة الأولى في ترتيب أوجه النشاط
الاقتصادي.
-التجارة مجازة وغير محرمة.
-منع أخذ الفائدة.
-الملكية الخاصة قائمة على أساس الأرض[3].
ثالثا: المجتمع اليوناني:
في البدايات الأولى للحضارة اليونانية كان الاقتصاد
يعتمد على الأنشطة البسيطة؛ وكانت العلاقات الاقتصادية بسيطة وغير معقدة؛ ولكن مع
تقدم الزمن توسعت الحضارة اليونانية وازدهرت التجارة الخارجية وتطورت الحياة
الاقتصادية نتيجة لذلك[4].
رابعا: المجتمع الروماني:
يعتبر المجتمع الروماني أوضح مثال على النظام الاقتصادي
القائم على الرق حيث كان المجتمع يتألف من طبقتين:
- طبقة الأسياد التي تمتلك الأراضي ومختلف وسائل الانتاج
بما في ذلك العبيد.
-طبقة العبيد التي تعتبر هي محل ملكية.
أما بالنسبة للنشاط الاقتصادي فقد كانت الزراعة النشاط
الاقتصادي الأساسي بدأت بشكل المزرعة العائلية الصغيرة ثم توسعت بالتدريج لتصبح
مزارع كبرى مملوكة لفئات قليلة أما التجارة فقد انحصر النشاط التجاري في البداية
بتبادل المنتجات الريف بمنتجات المدينة (الحرفية ) وبعد التوسع الروماني نشطت حركة
التجارة وضهرت طبقة التجار و أصحاب رؤوس الأموال وأخد التحول التدريجي من الاقتصاد
الزراعي الى الاقتصاد التجاري كما أدى نمو التجارة والتداول النقدي الى تطور
رأسمال النقدي الربوي وأخدت تنشأ شركات
تقوم بعمليات الاقراض وانتشرت مكاتب الصرافة [5].
2-المراحل الأساسية لنضام العبودي : مر النضام العبودي بثلاث مراحل أساسية هي :
المرحلة الاولى: وهي مرحلة انتقالية بين المجتمع البدائي والمجتمع
العبودي تتميز بضهور تقسيم العمل وظهور الملكية الخاصة والتفاوت الاجتماعي وظهور
الطبقات.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة العبودية المتطورة تميزت بسيادة علاقات
الانتاج العبودية وزيادة العبيد زيادة كبيرة ففي أثينا عام 309 قبل الميلاد بلغ
عدد المواطنين الأحرار 21 أاف مواطن مقابل 400ألف عبد.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة العبودية المتأخرة ولقد تميزت بانحلال المجتمع
العبودي بسبب:
* التبذير الهائل في قوى الانتاج حيث كان مالكو العبيد في جميع البلدان ينفقون القسم
الأعضم من عمل العبيد بطريقة غير منتجة (تكوين المنشآت العسكرية؛ المعابد؛ القصور؛
الأهرام...).
* تفجر الثورات والحروب الأهلية المدمرة التي أدت الى
تحطيم القوى المنتجة وابادة قسم عظيم من السكان.
* طابع الاكراه في نمط الانتاج العبودي (الاستغلال
الوحشي الذي لايطاق) أدى الى تدمير القوى المنتجة سواء العبيد الذين يعتبرون القوة
الانتاجية الرئيسية أو الحرفيين بسبب الضرائب المرتفعة.
كل هذه العوامل أدت الى هبوط عام في الانتاج اختلال في
التجارة؛ انخفاض عدد السكان؛ انقراض الحرف.
ودخل بذلك النضام العبودي مرحلة الأزمة والركود الكامل
التي قضت عليه مفسحا المجال لضهور علاقات انتاج جديدة .[6]
3-أسباب انهيار نظام الرق:
- تاريخيا تم تحديد نهاية نظام الرق بسقوط روما الغربية
وهذه الأخيرة مرت بمشاكل سياسية وعسكرية أدت الى عدم استقرار الأوضاع مما سرعت
بشكل ملحوظ في انهيار نظام الرق مما أثر على سوء استغلال العبيد وتكليفهم بالعمل
أكبر من قدراتهم الجسدية والنفسية مما أدى الى تمردهم الدائم مما أثر على تراجع
الانتاج الزراعي.
- اضافة الى ذلك سيطرة قادة الجيوش على الأراضي الزراعية
وسوء استغلالها وتعطيلها في أكثر الحالات؛ اضافة الى توجيه العمل الحرفي الى
الانتاج العسكري.
- تراجع العمل التجاري نتيجة لتراجع المنتوجات الزراعية
وتراجع المنتوجات الحرفية.
- الهجمات الخارجية من القبائل الجرمانية[7].
الخاتمة
ومنه
نستنتج أن النظام العبودي هو ظاهرة اجتماعية قديمة ظهرت في بلدان الشرق الأوسط
استخدمها الأسياد أو ذوي السلطة في حكم على الأسراء واستغلالهم في العمل لخدمة
مصالحهم بدل قتلهم؛ ومن مصادر العبودية أسارى الحروب؛ تجريد المشاعن من وسائل
الانتاج وخاصة الأرض؛ الربا والتجارة والنقود للاستلاء على ممتلكات الفقراء.
1-
خالد مصطفى فهمي؛ "النظام القانوني لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر" ؛دار الفكر
الجامعي؛ الطبعة الأولى؛ الاسكندرية؛ مصر؛ 2011؛ ص: 17
2- محاضرة02 في تاريخ الوقائع الاقتصادية/
د.لونيسي لطيفة 2020/2021 .ص.3
3- محاضرة02 في تاريخ الوقائع
الاقتصادية/ د.لونيسي لطيفة 2020/2021 .ص.4
محاضرة02
في تاريخ الوقائع الاقتصادية/ د.لونيسي لطيفة 2020/2021 .ص.5 4-
5- محاضرة02
في تاريخ الوقائع الاقتصادية/ د.لونيسي لطيفة 2020/2021 .ص.6
6- محاضرة01 في تاريخ الوقائع
الاقتصادية/ د.لونيسي لطيفة 2020/2021 .ص.7
[1] خالد مصطفى فهمي؛ "النظام القانوني
لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر" ؛دار الفكر الجامعي؛ الطبعة الأولى؛
الاسكندرية؛ مصر؛ 2011؛ ص: 17.
0 تعليقات